رجل إسمه " ريك فان بيك " يعمل ميكانيكي و يجد قوت يومه بصعوبة بسبب معاناته مع رب عمله المتسلط .. رزقه الله ببنت مصابة بالشلل الدماغي و ضمور عضلاتها ...
كلما دخل عليها وجدها تبكي ، فيغلق عليها الباب و يذهب إلى غرفته مهموما ، يضرب السرير بقدمه في غيظ قائلا : لماذا يا رب كل الناس تنجب أولادا و بناتا و أنا الوحيد الذي ابتليتني بالفقر و إبنة مريضة ...
ذهب إلى عمله يوما و اشتكي إلى صاحبه.
فقال له صديقه : " البنات يا صديقي من أسرار جمال الحياة فاستمتع بقربها و سوف يريك الله جمال وجودها ذات يوم "... ،
ذهب إلى بيته و دخل على ابنته المقعدة فنظرت إليه و بكت كعادتها .. حملها على ظهره فسكتت ، جرى بها في الشقة فاردا ذراعيه كأنهما جناحين فضحكت حتى شهقت من كثرة الضحك .
شعر بالسعادة لأول مرة في حياته ، حملها و جرى بها في الشارع كالمجنون ، ضحكت و ضحكت و ضحكت ..، رآه جاره فقال له إني أراك سريعا جدا في الجري ، لماذا لا تتقدم للإشتراك في سباق ترياثلون ( و هو سباق ثلاثي أشبه بالماراطون يبدأ بالسباحة ثم ركوب الدراجات و ينتهي بالجري ) فربما تحصل على الجائزة المالية فيه .
تقدم ريك للمسابقة و ذهب حاملا ابنته على كتفه ، حقق المركز الثالث ولكنه خطف الأنظار إليه بسبب ابنته ... ، تكلمت عنه الجرائد و انصرفت أنظار الناس عن صاحب المركز الأول ، تقدم في العام التالي لنفس المسابقة وحمل ابنته مرة أخرى و جرى بها ... عافر و قاوم حتى حاز على المركز الأول و فاز ب 4 مليون دولار و جائزة الأب المثالي و لقب ب " والد القرن " ..
ريك المكانيكي تحول بين يوم و ضحاه إلى وجه إعلامي معروف بمدينة سانفورد في ولاية كارولينا الشمالية و أسس شركة تعنى بذوي الإحتياجات الخاصة ..